-
الرئيسية
- /
-
معالم وآثار
- /
- أين يقع باب المندب
أين يقع باب المندب
خلود سلامة ت ف - آخر تحديث:
١١:٤٦ ، ٢٥ يونيو ٢٠١٩

باب المندب
باب المندب مضيق يقع بين قارتي آسيا وإفريقيا، على الحدود البحرية بين اليمن وجيبوتي، إذ يصل البحر الأحمر بخليج عدن مع المحيط الهندي، ويعد باب المندب من أهم الممرات البحرية الواقعة بين دول أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، وشرق إفريقيا، بينما الدول التي تسيطر عليه هي اليمن وجيبوتي وإرتيريا، تمتع المضيق بأهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية والناحية الأمنية وخاصة بعد فتح قناة السويس عام 1869 ميلادية، وبعد ظهور النفط في منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى تميز مياهه بدرجة حرارة دافئة تتراوح ما بين 24 إلى 32.5 درجة مئوية.[١]
التسمية والتكوين
الكثير من الروايات تحكي سبب تسمية باب المندب بهذا الاسم، كلمة مندب تعني جازَ وعبر، ويطلق على المضيق اسم بوابة الدموع؛ وأشهر تلك الروايات لهذه التسمية أن في هذا المضيق كان الناس يندبون الموتى عند عبورهم مضيق باب المندب؛ لكثر المخاطر التي يتعرضون لها في هذه المنطقة، إذ تكثر الشعاب المرجانية، والجزر الصغيرة، وتوجد رواية أخرى تربط سبب التسمية بالواقعة التي حصلت بين الأحباش وذي نواس، مما دفع الأحباش بالهرب إلى اليمن عبر مضيق باب المندب وهم يندبون قتلاهم، أما الرواية الثالثة لسبب التسمية تحكي أن العرب قديمًا كانوا يغزون الأفارقة ويستعبدون أطفالهم، ويأخذونهم معهم إلى الجزيرة العربية عبر مضيق باب المندب، فكانت أمهات الأطفال يندبن فقد أولادهن، وتبقى للطبيعة الرواية الفصل، فيقال أنّ هزة أرضية ضربت المنطقة وفصلت قارة آسيا عن القارة الإفريقية؛ مما أدى إلى غرق الكثيرين، فنتج هذا المضيق بفعل الطبيعة الجغرافية بسبب الحركة البنائية للصدع السوري الإفريقي في زمن الميوسين والبليوسين، ونتج عن هذه التغيرات الجغرافية البحر الأحمر.[١]
أما عن تكوين المضيق يبلغ عرضه قرابة 30 كم، من رأس منهالي في الساحل الآسيوي، ورأس سيان في الساحل الإفريقي، وتَقسمه جزيرة بريم اليمينة لقسمين شرقي وغربي، ويقع القسم الشـرقيُّ المعروف باسم اسكندر بين الجزيرةِ وساحلِ اليمن، واتساعه ما يقارب 3 كم، وعمقه ليس بالكبير، إذ يتراوح بين 30 و96 مترًا، وكانت تسلكه السفن الشراعية قديمًا، بينما القسم الغربي المعروف باسم دقة المايون يقع بين جزيرة بريم وساحل جيبوتي، اتساعه 25 كم، وعمقه 310 متر.[٢]
أهمية باب المندب
- الأهمية الاقتصادية: حظي باب المندب بأهمية اقتصادية استراتيجية كبيرة، فأصبح من أهم الممرات المائية في العالم، وذلك بعد فتح قناة السويس؛ كون المضيق يربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض، إذ يُشكل المضيق همزة الوصل في حركة النقل خلال البحر فيربط بين البلاد الأوروبية وبلاد البحر المتوسط مع مناطق المحيط الهادي وشرق إفريقيا، بالإضافة إلى عرض القناة الواقعة بين جزيرة بريم والبر الإفريقي البالغ نحو 16 كم، وعمقها يصل إلى قرابة 10- 200 مم، الذي زاد من أهمية المضيق الاقتصادية؛ إذ أتاح هذا العرض للسفن الكبرى وناقلات النفط من العبور بيسر عبر المضيق في اتجاهين متعاكسين ومتباعدين بكل سهولة، علمًا بأن هذه القناة مخصصة لعبور السفن، فبلغت نسبة النشاط الملاحي البحري في مضيق باب المندب حوالي 38% من عمليات الشحن على مستوى العالم، بينما بلغت عمليات نقل النفط حوالي 9% بما يعادل أكثر من 21 ألف سفينة؛ مما أعطى المضيق الأهمية الاستراتيجية.[٣]
- أهمية المضيق لدول الخليج: لا شك أن الرباط وثيق بين أهمية باب المندب وأهمية النفط في منطقة الخليج العربي، فقد ساهم مضيق باب المندب في تسهيل نقل النفط من خلاله بكل يُسر، فكانت تمر من خلاله أكثر من 21000 من ناقلات النفط العملاقة باتجاهين، أي ما يعادل 57 قطعة في اليوم، أي أن حدوث أي إغلاق للمضيق قد يؤدي إلى أضرار كبيرة على حركة التجارة العالمية؛ وخسائر كبيرة جدًا لدول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية، فهي من أكثر دول المنطقة تصديرًا للنفط، إذ أنها تعتمد عليه اعتمادًا كبيرًا في اقتصادها، فأي إغلاق أو تعطيل لهذا الممر المائي يسبب تعطيل كبير وخسارة كبيرة؛ لأنه يمنع مرور ناقلات النفط من منطقة الخليج العربي إلى قناة السويس وخط سوميد الذي يوصل النفط بدوره إلى البحر الأحمر ثم البحر المتوسط، فإن إغلاق هذا المسار سيجعل طريق الناقلات النفطية أطول وأكثر تكلفة وبالتالي خسائر باهظة، إذ تضطر الناقلات النفطية إلى الانطلاق من الجنوب إلى منطقة رأس الرجاء الصالح في جنوب القارة الإفريقية، ومن ثم إلى الأسواق الأوروبية.[٣]
- أهمية المضيق لمصر: أهمية مضيق باب المندب بالنسبة لجمهورية مصر العربية يأتي من ارتباط المضيق بقناة السويس ومضيق هرمز؛ لأن بقائهما مفتوحين أمام حركة الملاحة للناقلات العملاقة يدر الكثير من الأرباح، إذ أن قناة السويس تدرّ أكثر من 5 مليار دولار سنويًا؛ لأن أكثر من 98% من السفن والناقلات تدخل قناة السويس وتعبر مضيق باب المندب، هذه الأهمية الاقتصادية الكبيرة دفعت الأمم المتحدة لتنظيم ممرات مائية دولية من خلال اتفاقية جامايكا، أما الولايات الأمريكية فأنشأت قاعدة عسكرية في دولة جيبوتي تحديدًا، أما فرنسا فكان لها تدخل عسكري بارز في المنطقة، مما أكسب المضيق أهمية عسكرية أمنية كبيرة، ففي حرب مصر وإسرائيل عام 1973 أغلقت مصر المضيق أمام عدوها، وعلى إثر الهجمات في الولايات الأمريكية في أيلول الأسود عام 2001؛ إذ أمّنت القوات الأمريكية الملاحة في المضيق لمواجهة تنظيم القاعدة والقراصنة.[٣]
المراجع
- ^ أ ب Ahmed alttors (2-7-2018)، "مضيق باب المندب أين يقع؟"، المحيط، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرّف. بتصرّف.
- ↑ "باب المندب في سطور: الأهمية الاستراتيجية والتجارية لليمن والعالم"، nashwannews، 26-7-2018، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت نادية راضي (3-4-2015)، "اهمية باب المندب جغرافياً و اقتصادياً"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : أين يقع باب المندب