قصر الحمراء

يعد قصر الحمراء من أبرز المعالم الدالة على التواصل الحضاري بين المسلمين وأوروبا، وهو تحفة إسلامية باقية في العالم الغربي، وتظهر سمات العمارة الإسلامية في القصر من خلال زخارف السجاد وكتابة الأدعية والآيات القرآنية، وكذلك بنقش المدائح والقصائد التي نظمها الشعراء والتي تحيط بها زخارف من الجص متعدد الألوان، وقد استغرق بناؤه حوالي مئة وخمسين عامًا وقد بناه ملوك بني الأحمر وسمي بقصر الحمراء نسبة إليهم ويرى آخرون أن تلك التسمية تعود إلى التربة الحمراء للتل الذي شيد عليه القصر، وينقسم القصر لثلاثة أقسام:^[١]

• القسم الأول: يسمى المشور وهو الذي ينعقد فيه مجلس الملك وتصرف فيه شؤون الدولة والقضاء.
• القسم الثاني: قسم الاستقبالات الرسمية ويشمل قاعة العرش والديوان.
• القسم الثالث: قسم الحريم وفيه المسكن الخاص بالملوك.

موقع قصر الحمراء

يقع قصر الحمراء في مدينة غرناطة على بعد ٤٣٠ كم من جنوب العاصمة مدريد على تلة سبيكا وتسمى الهضبة الحمراء وتتميز بجمالها الطبيعي، وتطل من جهة الغرب والشمال على مدينة غرناطة وبرجها الفريد، ومن جهة الجنوب والشرق تشرف على جبال سييرا نيفادا ويسميه العرب باسم جبل الثلج، وبني القصر على مساحة تتجاوز ستة عشر هكتارًا، وهو عبارة عن مدينة مصغرة للسلطان وحاشيته والجنود المدافعين عنه.^[٢]

ويتألف قصر الحمراء من عدة أجنحة وقاعات وأبواب وأبراج ومن أهم الأبراج؛ برج الأميرات، وبرج الأسيرة، وبرج قمارش، وأما أبواب القصر فهي منتشرة ومتعددة ومن أشهر الأبواب؛ باب الطباق السبع، وباب الغدور، وباب الشريعة الذي يعد المدخل الرئيسي ويرتفع خمسة عشر مترًا، وقد نقشت على قوسه عبارة (أسعد الله به شريعة الإسلام وجعله فخرًا على الأيام) وخلف الباب يوجد مصلى ضخم، ويعد الجناح الأسود من أجمل معالم القصر ويحتوي على بهو الأسود المشهور وفي وسطه بركة عليها 12 أسدًا كانت المياه تخرج في كل ساعة من فم أسد من الأسود، وذلك حسب تبدل ساعات الليل والنهار، وقد حفر الأوربيون حول البركة في محاولة للتعرف على طريقة عملها إلا أنهم أتلفوها ولم يستطيعوا إصلاحها حتى الآن، وبعد بهو الأسود تقع القاعة الملكية الممتلئة بالزخارف الإسلامية التي يمتزج فيها اللون الأخضر والأحمر والأزرق والذهبي، وتحيط بالقصر حدائق فسيحة نُظمت بطريقة خلابة تتناسق بأشجارها وزهورها.^[٣]

لمحة تاريخية عن قصر الحمراء

تعود بداية قصر الحمراء إلى القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي حين كانت المنطقة تشمل قصر الحاكم والقلعة التي تحميه مع بعض المباني المخصصة للجند والوزراء، وفي بداية القرن الخامس الهجري وعند ظهور دول الطوائف تولى زعيم البربر باديس بن حبوس حكم غرناطة وبنى سورًا منيعًا حول القلعة الحمراء وأنشأ داخله قصرًا جعله مركزًا لحكومته وسميت القلعة بالقصبة الحمراء، وعندما دخل القائد العربي محمد الأول والمعروف باسم محمد بن نصر والملقب بالأحمر بسبب لون لحيته الحمراء إلى غرناطة بنى سورًا حصينًا ضخمًا امتد حتى مستوى الهضبة، وشيد داخل هذه الأسوار قصرًا حصينًا وجعله مركزًا لمملكته وبنى مسكنه الخاص في الجهة الجنوبية الغربية للحصن وبنى حوله عدة أبراج محصنة أهمها البرج الكبير، وجلب إليه الماء من نهر حدرة وسميت القصبة الجديدة باسم الحمراء كاسمها القديم.

وفي القرن السابع الهجري بنى ابنه محمد مسجدًا في جانب القصر وأنشأ الإسبان في مكانه كنيسة سانتا ماريا بعد احتلال غرناطة، وجاء بعده السلطان أبو الوليد إسماعيل فأضاف في القصر واعتنى بتزيينه ثم تولى الحكم بعده ابنه يوسف الذي كان فنانًا وشاعرًا موهوبًا فبنى معظم الأجنحة الملكية وزينها بأروع الزخارف والفنون وبنى باب الشريعة، وبعد سقوط غرناطة هدم الإمبراطور شارلكان قسمًا كبيرًا من قصر الحمراء ليبني قصره عام ١٥٩٠ م وكذلك استمر ابنه فيليب الثاني في تخريب القصر وتشويهه، وعندما غزا الفرنسيون إسبانيا قصفوا عدة أبراج من القصر، وفي القرن التاسع عشر أدركت إسبانيا أهميته السياحية فاهتمت به ورممته ليصبح من أشهر المعالم السياحية فيها.^[١]

مدينة غرناطة

تقع مدينة غرناطة بمحاذاة سلسلة جبال سييرا نيفادا، وبمظور أدق عند النقطة الواصلة بين نهري هَدَّرُه وسَنْجَل، ويعتاش معظم السكان في هذه المدينة من قطاعي السياحة والزراعة، وقد كانت غرناطة تُعرف فيما مضى بإلبيرا وصولًا لفترة المنتصف من القرن 18 للميلاد، وقد صُنّفت مدينة غرناطة في المرتبة الثالثة عشرة كأكبر المناطق الحضرية في إسبانيا، لكن ما نسبته 3.3% من السكان فيها لا يحملون الجنسية الإسبانية، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة منهم بلغت 31% جاؤوا من المناطق الواقعة في أمريكا الجنوبية.^[٤]

وتتعدد الأماكن السياحية في مدينة غرناطة، والتي تعدّ وجهة لآلاف السيّاح من كافة أنحاء العالم، ومن أبرز هذه المعالم، ما يأتي:^[٥]

• كاتدرائية غرناطة - إسبانيا.
• قصر جنة العريف.
• حي البيازين.
• النصب التذكاري.
• قصر الحمراء.
• الكنيسة الملكية.
• الأسواق.
• المتحف.
• دير غرناطة.
• الحي.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "قصر الحمراء.. شاهد على روعة الحضارة الإسلامية في الأندلس"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
2. ↑ "بالصور : قصر الحمراء وروعة العمارة الاسلامية !"، arabiaweather، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
3. ↑ حنين عتيق، "قصر الحمراء: تحفة في عنق الأندلس"، alaraby، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
4. ↑ "غرناطة"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019. بتصرّف.
5. ↑ "اماكن السياحة في غرناطة اسبانيا"، traveler، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019. بتصرّف.