مدينة أريحا

أريحا هي مدينة تاريخية فلسطينية قديمة يرجع تاريخها إلى العصر الحجري، 6800 قبل الميلاد، وتعد أقدم مدينة في العالم، وتعد من أهم المدن الفلسطينية في مجال السياحة، وتقع على الضفة الغربية لنهر الأردن، وشمال البحر الميت، وشمال مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 38 كم، وتبلغ مساحة أراضيها حوالي 137500 دونم، وتشتهر بالزراعة وخاصةً المحاصيل التي تنمو في المناطق الحارة، كالحمضيات، والموز، والنخيل، والحبوب ^[١].

أين يقع قصر هشام

يُعدّ قصر هشام بن عبد الملك من المعالم الأثرية الهامة والقصور العريقة الموجودة في دولة فلسطين، وبالتحديد في منتصف منطقة صحراوية في مدينة أريحا، على الضفة الشمالية لوادي نويعمة في وادي الأردن، ويُعرف الموقع بأطلال خربة المفجر، ويبعد حوالي 2 كم عن مركز مدينة أريحا شمالًا ^[٢]، شيّدهُ الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، الذي حكم في الفترة 724-743 ميلادي، بناءً على بعض الدلائل المكتشفة أثناء التنقيب، واستُكملت زخرفته فيما بعد من قبل الوليد الثاني الذي حكم في الفترة 743-744 ميلادي ^[٣]، وقد كان قصر هشام بن عبدالملك مكانًا للاستجمام في فصل الشتاء لموقعه المميز على أطراف بادية الشام، ولم يكن مكانًا لإقامة الخليفة، وتميزت الدولة الأموية بهوس تشييد القصور، بسبب اتساع مساحة أراضيها؛ إذ كانت دولة ممتدة من الهند إلى فرنسا، وهذا بدوره ساهم وساعد على بناء العديد من القصور المنتشرة في تلك الفترة، وكانت أغلب القصور تتكون من الحدائق، والجوامع، والقاعات الكبيرة، والرسومات والزخارف ^[٤].

اكتشاف قصر هشام وترميمه على مر العصور

أجرت دائرة الآثار الفلسطينية بالعديد من أعمال التنقيب والبحث في الموقع في مدينة أريحا، خلال الفترة 1935-1946 ميلادي، ثم أُعيدت عمليات البحث والتنقيب مجددًا عام 2006 ميلادي ^[٢]، وقد رُمّم القصر عدة مرات لأسباب عدة نجملها فيما يأتي:

• تعرض القصر لزلزال عنيف ضرب المنطقة حوالي عام 749 ميلادي، وأدى إلى تدمير جزء كبير منه، ومنها قاعة الاستقبال، والحمام الذي يحتوي على لوحة شجرة الحياة ^[٣]، لكن أُعيد ترميمه في العصر العباسي، واستخدامه كمرافق عامة للدولة العباسية. ^[٤].
• تمت عملية ترميم عام 1967ميلادي ببناء سطحين فوق هذا القصر، لحماية الفسيفساء المصنوع منها بوابة القصر. ^[٤].
• أجرت كل من دائرة الآثار الفلسطينية، واليونسكو، ومعهد الفرنسيسكان أعمال ترميم داخل القصر عام 1964، بهدف ترميم الفسيفساء الموجود بالقصر ^[٤].
• أعادت دائرة الآثار الفلسطينية بإعادة ترميمه وتأهيله بشكل واسع، منذ عام 1995 ميلاي، وشمل هذا الترميم كل من الأرضيات، والجدران، والطريق المؤدية إلى القصر ^[٢].

وصف قصر هشام

• يتكون القصر من مجموعة من الأبنية، والحمامات، والجوامع، والقاعات، وتُعد الفسيفساء من الزخارف الرائعة التي تُزيّن القصر ^[٥]، وقد شُيّد القصر من الحجارة المقطوعة من الحجر الرملي، والسقوف الحجرية الغطاة بالقرميد، والأرضيات المرصوفة بحجارة من منطقة النبي موسى، وكذلك رُصفت بالفسيفساء. ^[٢].
• يتكون قصر هشام بن عبد الملك من بناء مربع الشكل، وهو عبارة عن طابقين، يقع مدخله الرئيسي في الجهة الشرقية للقصر، وهو عبارة عن ممر مُحاط بمقاعد حجرية للحراس، ومُزيّن بزخارف حجرية، يُحيط بالبناء أبراج دائرية الشكل عند زوايا القصر، وغرف القصر مُلتفة ومرتبة حول ساحة مركزية مُبلّطة ببلاط حجري، وتحيط فيها أربعة أروقة ^[٢].
• يتكون الطابق الأرضي من قاعة كبيرة لاستقبال الضيوف، وأماكن سكن للخدم، ومصلّى صغير الحجم للخليفة ^[٢].
• يؤدي الدرج الحجري الذي يقع في الجزء الغربي من الساحة المركزية، إلى السرداب (الحمام البارد)، الذي مازال قائمًا إلى يومنا هذا ^[٢]، والدرجان اللذان يقعان في الزاويتين الشمالية الشرقية، والجنوبية الغربية للساحة، فيؤديان إلى الطابق العلوي، الذي يُعتقد أنه كان الجناح السكني للخليفة، وكانت بعض غرف الطابق الثاني تُطل على الساحة، ومُغطاة بالرسوم الجدارية، وهي عبارة عن نماذج نباتية وهندسية ^[٢].

لوحة شجرة الحياة

تُعد شجرة الحياة أكبر لوحة فسيفساء في العالم، إذ تبلغ مساحتها 827 مترًا مربعًا، وهذه الشجرة متصلة بقصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وتتشكل اللوحة من 38 سجادة متصلة بأشكال هندسية جميلة وألوان متدرجة، وتحتوي على حوالي 21 لونًا، ويتوسطها أعمدة حجرية ذات زخرفة إسلامية، وتقع اللوحة في أرضية حمام القصر، وهي عبارة عن شجرة يقع على يسارها غزال يفترسه أسد، وعلى يمينها غزالان يعيشان بأمان وسلام، إذ تلخص الحياة في حالة الحرب وفي حالة السلم، واكتشفت شجرة الحياة في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت طوال السنوات الماضية محفوظة بطمرها بالرمال لحمايتها من عوامل الطقس، وكُشف عنها لبعض الوقت في عام 2010 ميلادي، ثم أُعيد طمرها مجددًا، وقد أزالت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية الستار عنها يوم 20 تشرين الأول لعام 2016 ميلادي ^[٦].

المراجع

1. ↑ "أريحا"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2019. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ د} "قصر هشام في أريحا معلم أثري مهم من العصر الأموي"، بُكرا، 22-11-2011، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2019. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب} "قصر هشام"، وزارة السايحة والآثار فلسطين، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2019.
4. ^ ^{أ ب ت ث} Randa Abdulhameed (1-2-2019)، "أين يقع قصر هشام في العصر الإسلامي "، معلومة ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2019. بتصرّف
5. ↑ مهدي حماد (6-4-2015)، "قصر هشام"، دليل المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2019. بتصرّف.
6. ↑ "شجرة الحياة".. أكبر لوحة فسيفساء متصلة بالعالم"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2019. بتصرّف.