جامع الزيتونة

يعدّ جامع الزيتونة أول مركز تعليمي في العالم الإسلامي، أي أنه يمثل جامعة وجامعًا في مدينة تونس، وهو ثاني الجوامع المبنية فيما سبق في قارة أفريقيا من بعد جامع عقبة بن نافع الموجود في القيروان، ويغلب على ظن المؤرخين أن الذي أصدر الأمر ببناء هذا المسجد هو حسان بن النعمان، كان ذلك في عام 79 هـ، في حين كان لعبيد الله بن الحباب الدور في إتمام العمارة لهذا المسجد في عام 116 هـ.

بقي جامع الزيتونة مركز العناية للخلفاء والأمراء المتعاقبين على القارة السمراء، ولا يمكن إنكار أن الغلبة كانت للبصمات الأغلبية ولمنحى المحاكاة في جامع القيروان الذي منحته تلك البصمات العناصر التي يتميز بها لحين يومنا الحالي، ويمكن إجمال أهم هذه العناصر من خلال بيت الصلاة مربع الشكل غير منتظم بالإضافة إلى سبع بلاطات مسكبة معمدة تحتوي على 15م² في حين أنها مغطاة بسقوف مبسوطة، اعتُمِدَت هذه الحجارة أساسًا لبناء هذا الجامع بالإضافة لاستعمال بعض الطوب في بعض الأماكن.

لقبّة المحراب فيه صفة تميّزه هي الزخرفة كاملة المساحة والظاهرة ضمن الطوابق الثلاثة بزخرفات تتميّز بالدقة، وتعد أنموذجًا فريدًا من نوعه موجود في العمارة الإسلامية في أولى عصورها.^[١]

موقع جامع الزيتونة

يتواجد جامع الزيتونة أو جامعة الزيتونة شامخةً في مركز المدينة العتيقة لمدينة تونس العاصمة، ويتوسط هذا الجامع كل من المباني السكنية والأسواق التي بلغت نحو أربعين سوقًا قديمًا أسست حول الجامع بأسلوب وطريقة هندسية فريدة من نوعها، منحت للجامع المكانة المركزية والدينية والاجتماعية بناءً على فلسفة محكمة الجامع الأعظم، وهذا الاسم ينادي به العلماء التابعين للزيتونة، لأنه معلم شامخ بقي صامدًا في وجه التقلبات السياسية لنحو 14 قرنًا منذ تشيّيد حسان بن نعمان لهذا الجامع في القرن الأول للهجرة وفقًا لهندسة متميزة حملت معاني وبصمات مختلفة ومتعددة للأنظمة السياسية الحاكمة لتونس فيما مضى من فاطميين وحفصين وعثمانيين وغيرهم الكثير.^[٢]

أهمية جامع الزيتونة

فيما يأتي بعض مما يتمتع به جامع الزيتونة من أهمية :^[٣]

• له دور حضاري وعلمي وريادي في العالم العربي ككل والإسلامي بالأخص، كما اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ لحظة تأسيسه وتثبيت مكانته كأحد المراكز الخاصة بالتدريس، بالإضافة إلى دوره المهم في انتشار الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب.
• مع قدومه تأسست أول مدرسة للفكر في افريقيا وشاعت الروح العلميّة الصارمة والمنهج الحديث في خطوات تتبع المسائل من خلال النقد والتمحيص.
• من أبرز الشخصيات التي اشتهرت بها هذه الجامعة خلال العهد الحفصي هو الفقيه والمفسّر والمحدّث المعروف محمد بن عرفة التونسي مؤلف العديد من المصنفات هذا وبالإضافة للمؤرخ وصاحب علم الاجتماع العلامة ابن خلدون.
• خرّجت جامعة الزيتونة على طول مسيرتها الآلاف من العلماء والمصلحين العاملين على منهج الإصلاح للأمّة الإسلامية والنهوض بها.

المراجع

1. ↑ "جامع الزيتونة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 15/5/2019. بتصرف.
2. ↑ "جامع الزيتونة.. أول مدرسة دينية بالعالم الإسلامي"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 15/5/2019. بتصرف.
3. ↑ "جامع الزيتونة …رائعة حضارية ومعمارية"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 15/5/2019. بتصرف.