اليود

يعرف اليود بأنه من العناصر المهمة لصحة الجسم، ؛إذ إن الجسم لا يستطيع صنعه من تلقاء نفسه، وبالتالي فإنه يحتاجه بكميّات معيّنة، ويساهم اليود بالعديد من الوظائف الحيوية في الجسم، لذا فإن نقصه يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحيّة، وتجدر الإشارة إلى أنه موجود بكميّاتٍ بسيطة جدًا في الطعام، لذا فإنه يضاف لبعض الأطعمة أثناء المعالجة مثل: الملح المعالج باليود، ومن الجدير بالذكر أن اليود يعد من العناصر المهمة التي تحتاجها الغدة الدرقيّة لإنتاج الهرمونات، وفي حال لم تكن هناك كميّة كافية من اليود، فإن ذلك سيؤدي إلى تورم الرقبة، وتضخم الغدة الدرقيّة، وانخفاض في إنتاج الهرمونات، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى توقف الإباضة لدى النساء، مما يمكن أن يؤدي إلى العقم، وأيضًا يزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي، وسرطان الغدة الدرقيّة، وبالتالي فإن نقص اليود يعد من الحالات الصحية الخطيرة جدًا، لكن لحسن الحظ يوجد بعض المصادر الغذائية الغنية باليود والتي يمكن استهلاكها للوقاية من نقص اليود.^[١]

أين يوجد عنصر اليود؟

تتوفر العديد من المصادر الحيوانية والنباتية التي تحتوي على نسب مختلفة منه، وفيما يلي أهمّ المصادر الغذائيّة لعنصر اليود:^[٢][٣]

• العشب البحري: يعرف العشب البحري، أو ما يعرف باسم الطحالب البحرية، بأنها من أفضل المصادر الطبيعية لعنصر اليود؛ إذ تختلف كميّة اليود المتواجدة فيها بشكلٍ كبير وفقًا لنوعها، وطريقة تحضيرها، ومنطقة نموّها؛ وتتراوح كميّة اليود المتواجدة في غرامٍ واحدٍ من الأعشاب البحرية المُجففة ما بين ( 16-2984 ) ميكروغرام تقريبًا، وتجدر الإشارة إلى أنّها تتميز بمحتواها المنخفض من السعرات الحرارية، وكذلك يحتوي عشب البحر على العديد من العناصر الغذائيّة الأخرى، كالمعادن، ومضادات الأكسدة، والفيتامينات.
• منتجات الألبان: تعد من المصادر الرئيسيّة الغنية باليود؛ إذ تختلف نسبة اليود في مشتقات الألبان بصورة كبيرٍة بناءً محتوى أغذية الأبقار التي تنتج الألبان من اليود، وغيرها من العوامل الأخرى، ويعدّ لبن الزبادي من أهم مشتقات الألبان التي تحتوي على نسبة عالية من اليود؛ إذ إنّ تناول كوبٍ واحدٍ من لبن الزبادي يزود الجسم بنصف الكميّة الموصى بها من اليود في اليوم.
• الملح المُدعم باليود: يعد تناول نصف ملعقةٍ من الملح المدعم باليود كل يوم كافيًا للوقاية من خطر الإصابة بنقص اليود؛ إذ يحتوي الغرام الواحد من الملح المُدعم على ما يقارب 77 ميكروغرام من عنصر اليود، وتجدر الإشارة إلى أنّه من السهل الحصول على الملح المدعم باليود، نظرًا لانتشاره ووجوده في محلات البقالة.
• سمك التونا: يعد سمك التونا من الأطعمة الغنية باليود، والبروتين، ومنخفضة السعرات الحرارية،؛ إذ يزود كل 85 غرامًا منه بما يقارب 17 ميكروغرام من عنصر اليود، بالإضافة إلى أنه يحتوي على نسبةٍ جيّدةٍ من الحديد، والبوتاسيوم، وفيتامينات ب، وتجدر الإشارة إلى أن سمك التونا يفيد في التقليل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، نظرًا لاحتوائه على كمية جيّدةٍ من الحمض الدهني أوميغا 3.
• الخوخ المجفف: يعرف الخوخ المجفف بأنه من المصادر الجيدة بعنصر اليود للأشخاص النباتيين؛ إذ إنه يفيد في التقليل من الإمساك بفضل محتواه العالي من الألياف الغذائية، بالإضافة إلى أنّه يحتوي على نسبة جيّدةٍ من البوتاسيوم، وفيتامين ك، وفيتامين أ، والحديد.
• فاصولياء ليما: يتميز هذا النوع من الفاصولياء بأنه أحد المصادر التي تحتوي على نسبة جيدة من اليود بالنسبة للنباتيّين؛ إذ إنها تعتبر مفيدةً لصحّة القلب، نظرًا لاحتوائها على كميّةٍ جيّدةٍ من المغنيسيوم، والألياف الغذائية، والفولات، وتجدر الإشارة إلى أنّ كمية اليود المتواجدة في الفواكه، والخضروات تختلف حسب نسبة اليود الموجودة في الأنواع المختلفة من الأسمدة، والتربة، ومياه الري.

التداخلات الدوائية لليود

يتوجب استشارة الطبيب المختص قبل تناول عنصر اليود، نظرًا لاحتمالية تعارضه مع بعض الأدوية الأخرى، كما أنه يجب على الشخص المريض عدم تغيير الجُرعة إلا بعد أخذ مشورة الطبيب، وفيما يلي بعض الأدوية التي يمكن أن تتعارض تعارضًا معتدلًا مع تناول اليود:^[٤]

• أدوية الدروسبيرينون.
• أدوية اليودوكينول.
• أدوية الميثيمازول.
• أدوية بروبيل ثيوراسيل.
• أدوية الأميلوريد.
• أدوية نظائر اليود المُشعة.
• أدوية الليثيوم.
• أدوية سيترات البوتاسيوم.
• أدوية السبيرونولاكتون.
• أدوية التريامتيرين.

محاذير استهلاك اليود

هناك بعض الآثار الجانبية التي تظهر نتيجةً لاستهلاك كميات كبيرة من اليود، والتي تتضمن: الإسهال، والغثيان، والتقيؤ، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والشعور بالحرق في الفم والحلق، والشعور بآلام في المعدة، وغيرها من الأعراض الأخرى، وفي الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي سمُيّة اليود إلى الغيبوبة، وهناك بعض الحالات التي يتوجب فيها الحذر الشديد عند استهلاك اليود، ونذكر منها ما يلي:^[٥][٦]

• الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية ذاتي المناعة: لليود بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على الأشخاص الذين يعانون من التهاب الغدة ذاتي المناعة.
• الإصابة بالتهاب الجلد الهربسي الشكل: قد يتسبب تناول اليود بتفاقم حالة هذا الطفح الجلدي.
• حدوث اضطرابات في الغدة الدرقية: يمكن أن يؤدي تناول عنصر اليود إلى التسبب ببعض الاضطرابات في الغدة الدرقية مثل: أورام الغدة الدرقية، أو قصور الغدة الدرقية، أو تضخم الغدة الدرقية، بالإضافة إلى أن الإكثار من استهلاك اليود لفتراتٍ طويلة يمكن أن يزيد من سوء هذه الحالات.

أهمية اليود للجسم

إن عنصر اليود يعد معدنًا أساسيًا ومهمًا للمحافظة على صحة الجسم× إذ إنه يوفر العديد من الفوائد الصحية ، ولعل من أبرز فوائد اليود للجسم ما يأتي:^[٥]

• المساهمة في دعم صحة الغدة الدرقية.
• الوقاية من خطر الإصابة بتضخم الغدة الدرقية.
• المساعدة في السيطرة على فرط نشاط الغدة الدرقية.
• تعزيز التطوّر العصبي للجنين أثناء الحمل.
• المساهمة في تحسين وزن الطفل عند الولادة.
• الوقاية من الآثار النووية.
• المساهمة في علاج سرطان الغدة الدرقية.

أعراض نقص اليود

هناك العديد من الأعراض والعلامات التي يمكن ملاحظتها عند المعاناة من نقص اليود في الجسم ما يلي:^[٧]

• زيادة الوزن: تعد زيادة الوزن من العلامات التي تدل على نقص اليود، والتي تكون زيادة غير متوقعة في الوزن، وتجدر الإشارة إلى أنه عندما يكون عند الشخص عملية أيض طبيعية، فإنّه يحرق السّعرات الحرارية لمنح الجسم الطّاقة، أما في حالة خمول الغدة الدرقية، تتباطأ عملية التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى تخزّن السّعرات الحرارية على هيئة دهون، وبالتالي المعاناة من زيادة الوزن التي تكون دلالة على نقص اليود.
• الشعور بالتعب والضعف العام: يعاني الأشخاص المصابون بنقص اليود من الشعور بالضّعف العام؛ إذ يصبح رفع الأشياء الثّقيلة صعبًا عليهم بينما كان ذلك في السابق سهلًا، بالإضافة إلى أن قصور الغدّة الدرقية يؤدي إلى تباطؤ معدّل الأيض في الجسم، وبالتالي انخفاض السعرات للحرارية المحروقة في الجسم، لذلك تقل كمية إنتاج الطاقة، مما يتسبب بالشعور بالضعف.
• المعاناة من تساقط الشّعر: يتسبب نقص اليود في الجسم في المعاناة من تساقط الشعر، وذلك لأن هرمونات الغدة الدرقية تساهم في دعم وتعزيز نمو بصيلة الشعر، وبالتالي فإنه عندما يعاني الشّخص من قصور الغدة الدرقية، فإنّ ذلك يؤدي إلى نقص هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى توقف نمو بصيلات الشّعر، وبالتالي يلاحظ الشخص بأن شعره يتساقط.
• الشعور بالبرد: يؤدي نقص اليود في الجسم إلى نقص هرمونات الغدة الدرقية، الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى انخفاض معدّل الأيض في الجسم، وبالتالي إنتاج كمية أقلّ من الطاقة التي تمنح الجسم الدفء، لذا فإن الشّخص يصبح أكثر عرضة للشعور بالبرد عند نقص اليود.
• المعاناة من جفاف الجلد: يدل جفاف الجلد وتقشره على قصور الغدة الدرقية، والذي يمكن أن يكون بسبب نقص اليود؛ إذ إن هرمونات الغدة الدّرقية تلعب دورًا كبيرًا في مساعدة خلايا الجلد على التجدّد، وبالتالي فإن نقص هذه الهرمونات يمكن أن يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد التالفة و الميتة، وتتسبب بجفاف الجلد في بعض الأحيان.
• بطء ضربات القلب: يمكن أن يتسبب نقص عنصر اليود بتباطؤ ضربات القلب، الذي يمكن أن يتسبب في الشّعور بالدوار في بعض الأحيان.

العوامل المسبّبة لنقص اليود

هناك العديد من العوامل المسببة لنقص اليود في الجسم ويوجد هناك بعض الأشخاص الأكثر عُرضةً للإصابة بنقص اليود من غيرهم، ومن أبرز هؤلاء الأشخاص نذكر ما يأتي:^[٨]

• الأشخاص الذين يقطنون في مناطق ذات تُربة فقيرة بعُنصر اليود؛ مثل: المناطق المعرضة للفيضانات، والمناطق الجبليَّة.
• الأفراد الذين لا يتناولون الملح المُدعَّم باليود.
• الأشخاص الذين لا يحصلون على احتياجاتهم اليوميَّة من عنصر اليود، أو الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مركبات ( Goitrogens)؛ إذ إنها تعرف بأنها عبارة عن مُركَّبات تُقلّل من امتصاص عنصر اليود في الغُدَّة الدرقيَّة؛ وغالبًا توجد في الصويا، الملفوف، والبروكلي.
• النساء الحوامل.

مَعْلومَة

في الحقيقة تعتمد كمية اليود التي يحتاجها الجسم على الفئة العمرية، ونذكر فيما يلي الكميات الموصى بها من عنصر اليود:^[٩]

• الأطفال الرُضّع من عمر 0-6 أشهر يحتاجون 110 ميكروغرام.
• الأطفال الرُضّع من عمر 7-12 شهرًا يحتاجون 130ميكروغرام.
• الأطفال من عمر 1-8 سنوات يحتاجون 90 ميكروغرام.
• الأطفال من عمر 9-13 سنة يحتاجون 120 ميكروغرام.
• الأشخاص من عمر 14 سنة فأكثر يحتاجون 150ميكروغرام.
• المرأة الحامل تحتاج 220 ميكروغرام.
• المرأة المُرضعة تحتاج 290 ميكروغرام.

المراجع

1. ↑ "IODINE", webmd, Retrieved 2020/5/30. Edited.
2. ↑ "Foods High in Iodine", myfooddata, Retrieved 2020/5/30. Edited.
3. ↑ "9 Healthy Foods That Are Rich in Iodine", healthline, Retrieved 2020/5/30. Edited.
4. ↑ "IODINE", rxlist, Retrieved 2020/5/30. Edited.
5. ^ ^{أ ب} "11 Uses for Iodine: Do Benefits Outweigh the risks?", healthline, Retrieved 2020/5/30. Edited.
6. ↑ "Iodine", emedicinehealth, Retrieved 2020/5/30. Edited.
7. ↑ "What are the signs of iodine deficiency", medicalnewstoday, Retrieved 2020/5/30. Edited.
8. ↑ "An Overview of Iodine Deficiency", verywellhealth, Retrieved 2020/5/30. Edited.
9. ↑ "Iodine", ods.od.nih, Retrieved 2020/5/30. Edited.