موقع قصر الحمراء

يتميز قصر الحمراء الذي يقع في غرناطة بإسبانيا بين قصور القرون الوسطى بتخطيطه المتطور وبرامج الديكور المعقدة والعديد من الحدائق والنوافير الساحرة، وتحيط هذه المدينة داخل المدينة بمسافة 1730 مترًا من الجدران وثلاثين برجًا من أحجام مختلفة، وقيّد الوصول إليها عبر أربعة بوابات رئيسية، تشمل منطقة قصر الحمراء التي تبلغ مساحتها 26 فدانًا مباني ذات ثلاثة أغراض مميزة، وإقامة للحاكم والأسرة المقربة والقلعة والكازابا، وهي ثكنات لحراس النخبة الذين كانوا مسؤولين عن سلامة المجمع، ومنطقة تسمى المدينة، بالقرب بوابة النبيذ حيث عاش مسؤولو المحكمة وعملوا، وترتبط الأجزاء المختلفة من المجمع بالمسارات والحدائق والبوابات ولكن يمكن حظر كل جزء من المجمع في حالة وجود أي تهديد، وتشكل الهياكل التفصيلية الرائعة مع المساحات الداخلية المزخرفة النقيض من الجدران البسيطة للحصن الخارجي^[١].

قصر الحمراء

جاء اسم قصر الحمراء من جذر عربي ويعني قلعة حمراء أو قرمزية، ربما كان هذا بسبب تدرج الأبراج والجدران التي تحيط بكامل تلة لا سابيكا، التي تمتزج بين اللونين الفضي والذهبي بحسب النجوم والشمس، وبُني القصر في الأصل لأغراض عسكرية، ولم توجد أي إشارة إلى أن قصر الحمراء هو مقر لملوك حتى القرن الثالث عشر، على الرغم من أن القصر كان موجودًا منذ القرن التاسع، وكان ملوك غرناطة الأوائل لديهم قصورهم التي تقع على تلة البيسين، ربما كان النصرانيين هم الأمراء الذين بنوا قصر الحمراء منذ عام 1238^[٢].

بدأ مؤسس السلالة محمد الأحمر باستعادة القلعة القديمة، وانتُهي من تأسيسه من قبل ابنه محمد الثاني، الذي واصل خلفاؤه الفوريون عمليات الإصلاح، ويعود تاريخ بناء القصر إلى القرن الرابع عشر وهو من أعمال ملوك عظيمين هما يوسف الأول ومحمد الخامس، أصبح قصر الحمراء محكمةً مسيحيةً في عام 1492 عندما غزا الملوك الكاثوليك فرديناند وإيزابيل مدينة غرناطة، وفي وقت لاحق بُنيت هياكل مختلفة للمدنيين البارزين، وبُنيت أيضًا الحاميات العسكرية، وكنيسة ودير فرنسيسكان^[٢].

بدأ الإمبراطور تشارلز الخامس الذي أمضى عدة أشهر في غرناطة، ببناء القصر الذي يحمل اسمه وأجرى بعض التعديلات على المباني الداخلية، وكانت هذه التدابير تسبب جدلًا لا نهاية له، وغالبًا ما تكون مدفوعة بجدول الأعمال السياسية، ولم ينسَ الملوك النمساويون الباقون النصب وتركوا انطباعاتهم السرية الخاصة به، وخلال القرن الثامن عشر وجزء من القرن التاسع عشر سقط قصر الحمراء بسبب الإهمال وكان من الصعب أن ترى صالوناته تتحول إلى أغصان وحانات يحتلها اللصوص والمتسولون^[٢].

عندما كان وقت التتويج، كانت قوات نابليون أسياد غرناطة من عام 1808 حتى عام 1812، يريدون تحويل القصور إلى ثكنات، وخلال انسحاب واحد قاموا بتفجير الأبراج وفجروا جزءًا منهم، وهكذا استمر الإهمال المذهل، حتى عام 1870 عندما أعلن قصر الحمراء نصبًا وطنيًا، وقام المسافرين والفنانين الرومانسيين من جميع البلدان بمهاجمة أولئك الذين سخروا من أجمل آثارهم، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن حافظ الناس على قصر الحمراء واعتنوا به من أجل متعة الجميع، وأصبح قصر الحمراء موقع تراث عالمي لليونسكو في عام 1984^[٢].

الهياكل الأكثر شهرةً في قصر الحمراء

الهياكل الأكثر شهرة في قصر الحمراء هي القصور الملكية الثلاثة الأصلية، المبنية خلال القرن الرابع عشر، وهذا بيان لها^[١]:

• قصر كوماريس: بُنيت الواجهة على منصة مرتفعة بثلاثة خطوات قد تكون بمثابة مرحلة خارجية للحاكم، ورُسمت الواجهة المنحوتة ذات مرة بألوان رائعة على الرغم من بقايا آثار فقط، يؤدي الممر المتعرج الداكن الواقع وراء الواجهة إلى فناء مغطى يحيط بفناء كبير به حمام سباحة، كانت هذه هي النقطة المحورية في قصر كوماريس، ويحتوي هذا القصر على قاعة السفراء، وهي غرفة العرش التي بناها يوسف الأول (1333-1354)، وتعرض هذه الغرفة أكثر الفنون الزخرفية والمعمارية تنوعًا في قصر الحمراء، تضيء النوافذ المزدوجة المقوسة الغرفة وتوفر مناظرًا خلابةً، وتوّفر إضاءة إضافية بواسطة نوافذ شبكية مقوسة مثبتة في الجدران، المزينة ببذخ مع البلاط مع وجود أنماط هندسية معقدة، تُغطى الأسطح المتبقية بزخارف جصية منحوتة بطريقة معقدة منظمة في شرائط وألواح من أنماط منحنية.
• قصر الأسود: يقع بجانب قصر كوماريس، لكنه يُعد مبنىً مستقلًا، ورُبط الهيكلين بعد سقوط غرناطة للمسيحيين، وبنى محمد الخامس أهم معالم قصر الأسود في القرن الرابع عشر، وهي نافورة بها نظام هيدروليكي معقد يتكون من حوض رخامي على ظهر اثني عشر أسودًا من الحجر المنحوت يقع عند تقاطع قناتين مائيتين تشكّلان تقاطعًا للفناء المستقيم، ويطوق فناء مغطى مقوس الفناء ويعرض المنحوتات الجصية الجميلة التي تحملها سلسلة من الأعمدة النحيلة، يبرز جناحان مزخرفان في الفناء على محور الشرق والغرب على الجوانب الضيقة للفناء، مما يبرز المساحات الملكية وراءهما.
• القصر الجزئي: بُني في أوائل القرن الرابع عشر، ويحتوي على رواق مؤلف من خمسة أقواس في أحد طرفي حمام السباحة الكبير، وهو واحد من أقدم هياكل القصر في مجمع الحمراء.

قصر الحمراء اليوم

يعد قصر الحمراء القصر الوحيد الباقي من العصر الذهبي الإسلامي وبقايا من سلالة النصرة، وآخر مملكة إسلامية في أوروبا الغربية، في عام 1829، أقام الكاتب الأمريكي واشنطن ايرفينغ في قصر الحمراء، وكتب ونشر حكايات قصر الحمراء ومجموعة من المقالات والقصص حول المدينة الفخمة، وفي عام 2009، في الذكرى المائة والخمسين لوفاة إيرفينغ، أقام مدراء قصر الحمراء تمثال للكاتب في حديقة خارج القصر لإحياء ذكرى دوره في تعريف الجماهير الغربية بالموقع التاريخي والتاريخ الإسلامي لإسبانيا، ولا يزال قصر الحمراء من أجمل المواقع التاريخية في إسبانيا ويزوره كل عام الآلاف من السياح من جميع أنحاء العالم^[٣].

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "The Alhambra", www.khanacademy.org, Retrieved 24-7-2019. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث} "Alhambra - Granada", www.andalucia.com, Retrieved 24-7-2019. Edited.
3. ↑ "Alhambra", www.history.com,12-3-2018، Retrieved 24-7-2019. Edited.