احتباس الماء في القدمين

تورّم القدمين واحتباس الماء فيهما أمر منتشر يصيب العديد من النّاس، وهو ليس مرضًا بحدّ ذاته، بل هو عَرَض لمرض آخر، فالأمراض المسببة لاحتباس الماء في القدمين عديدة ومختلفة، ويظهر الاحتباس بشكل انتفاخ جلد القدمين انتفاخًا لينًا، وعند الضّغط على الجلد بإصبع اليد ينخفض الجلد إلى أسفل ويستغرق وقتًا للعودة إلى وضعه المنتفخ، كما تظهر علامات احتباس على الجلد عند خلع الحذاء أو الجوارب، ولون جلد القدمين المنتفخة يكون طبيعيًا أو باهتًا.

الحالات البسيطة من تورم القدمين تختفي بمجرّد رفع المريض ساقيه إلى أعلى فوق مستوى القلب لعدّة ساعات، لكن الحالات المعقّدة من الاحتباس الناتجة عن أمراض مزمنة لا ينفعها رفع الساقين إلى أعلى، كما يتحوّل فيها لون الجلد إلى اللون الأحمر المنقّط ويصبح جافًا.^[١]

أسباب احتباس الماء في القدمين

عادةً لا يستدعي احتباس الماء في القدمين القلق، خاصةً إذا كان المريض يقف أو يمشي لفترات طويلة متّصلة، لكن استمرار التورّم وظهور أعراض أخرى معه قد يكون دلالةً على الإصابة بأمر خطير، ومن أهمّ أسباب تورّم القدمين ما يأتي:^[٢]

• تعقيدات الحمل: تورّم القدمين البسيط أمر طبيعي خلال فترة الحمل، لكن التورّم المفاجئ الحادّ قد يكون دلالةً على الإصابة بما قبل تسمم الحمل، وهي حالة خطيرة تصيب المرأة الحامل بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وتسبّب ارتفاعًا حادًّا في ضغط الدّم، وخروج البروتين في البول، والشّعور بألم البطن، والصّداع، والتبوّل المتكرّر، والتقيّؤ، والغثيان، واضطراب الرّؤية.
• تعرّض الكاحل أو القدم لإصابة أو رضوض: أشهرها التعرض لالتواء الكاحل الذي يحدث عند تعرّض أربطة القدم التي تربط الكاحل للتمدّد أكثر من قدرتها؛ بسبب زلة أثناء المشي أو غيرها.
• الوذمة اللمفاوية: هي تجمّع السائل اللمفاوي في أنسجة الجسم بسبب مشكلة أصابت الأوعية اللمفاوية أو استئصال العقد اللمفاوية، وتحدث الوذمة اللمفاوية بعد التعرّض للعلاج الإشعاعي، أو عند استئصال العقد كجزء من علاج مرض السّرطان.
• القصور الوريدي: تورّم القدمين أول أعراض القصور الوريدي ظهورًا، وهو حالة لا يستطيع الدّم فيها العودة إلى القلب عبر الأوردة جيّدًا؛ بسبب تلف الصمّامات الموجودة داخل الوريد أو وضعفها، والتي تجبر الدّم على الحركة من أسفل القدمين إلى أعلى باتجاه القلب، ممّا ينتج عنه تراكم الدّم في القدمين وظهور التورّم وتغيرات الجلد، وأحيانًا الإصابة بالقروح أو عدوى الجلد.
• الإصابة بعدوى لدى مرضى القدم السكّرية: بالإضافة إلى المرضى المصابين بمشكلات في أعصاب القدم؛ فهم لا يشعرون بالألم في قدمهم عند إصابتها بأيّ جرح أو قرح، ممّا يسمح للجرح بالتطوّر سريعًا وظهور العدوى، لذا يجب على مريض القدم السكّرية فحص قدميه باستمرار والتوجّه إلى الطّبيب فور ظهور أي جرح أو قرحة فيها.
• الجلطة الدموية التي تتكون في أوردة الساق: فهذه الجلطة تعيق عودة الدّم من السّاق إلى القلب، فيظهر التورّم في الكاحلين والقدمين، وهذه الجلطة قد تكون سطحيّةً في الأوردة القريبة من سطح الجلد، أو تكون عميقةً تتكوّن داخل الأوردة العميقة داخل السّاق، بما يعرف بالتخثّر الوريدي العميق، وقد تسدّ الجلطات العميقة واحدًا أو أكثر من الأوردة الحيوية في السّاقين، أو قد تتكسّر الجلطة وتنتقل مع الدّم إلى القلب أو الرّئة، ممّا يمثّل حالةً طبيّةً خطيرةً مهدّدةً لحياة المريض.
• أمراض القلب: تورّم القدمين ليلًا دلالة على احتباس السوائل والأملاح في الجسم نتيجة الإصابة بفشل الجانب الأيمن من القلب.
• أمراض الكلى: عدم أداء الكلى وظائفها جيّدًا يسبّب تراكم السّوائل والأملاح في الجسم.
• أمراض الكبد: التي تسبّب عدم تصنيع بروتين الألبيومين جيّدًا، فهو البروتين المسؤول عن منع تسرّب السوائل من الدّم إلى الأنسجة، لذا عند انخفاض مستواه تتراكم السوائل في الجسم، خاصةً القدمين بفعل الجاذبية الأرضيّة.
• عرض جانبي من تناول بعض الأدوية: منها ما يأتي:
  • هرمون الإستروجين المستخدم في العلاج الهرموني أو الموجود في حبوب منع الحمل.
  • هرمون التستوستيرون.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدّم، مثل: نيفيديبين، وأملوديبين، وفيلودوبين.
  • الأندروجين، والكورتيزون.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • الأدوية المسكّنة والمضادة للالتهاب.
  • أدوية علاج مرض السكّري.

علاج احتباس الماء في القدمين في المنزل

توجد طرق عديدة يستطيع المريض تجربتها لعلاج تورّم الكاحلين والقدمين في المنزل قبل اللجوء إلى الطّبيب، مثل:^[٣]

• رفع السّاقين إلى أعلى عند الاستلقاء أو النوم لتكون فوق مستوى القلب، ويستطيع المريض رفعها فوق وسادة لتكون ساقاه مرتاحتين.
• البقاء نشطًا مع تمديد السّاقين وتحريكهما باستمرار.
• الحدّ من تناول الأملاح في الطّعام؛ فهي المسؤولة عن تراكم السّوائل في الجسم.
• تجنّب ارتداء أربطة للجوارب أو أي ملابس ضيقة على السّاقين والفخذين.
• الالتزام بوزن الجسم المثالي، وتجنّب السمنة.
• ارتداء جوارب ضاغطة.
• تجنّب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة متّصلة، ويفضل المشي قليلًا كلّ ساعة على الأكثر عند الجلوس لفترات متّصلة.

المراجع

1. ↑ Charles Patrick Davis (2019-4-25), "Swollen Ankles and Swollen Feet"، medicinenet, Retrieved 2019-5-18.
2. ↑ Traci C. Johnson (2019-1-30), "Swollen Ankles and Feet"، webmd, Retrieved 2019-5-18.
3. ↑ Krista O'Connell,Erica Cirino (2016-4-14), "What Causes Swollen Ankle?"، healthline, Retrieved 2019-5-18.