تعرف على علاقة الرياضة بالصحة

بواسطة:
فراس أبو عامر - آخر تحديث:
٠٨:٢٩ ، ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٠

محتويات

١ علاقة الرياضة بالصحة
٢ أبحاث تبين العلاقة بين صحة الجسد والرياضة
٣ أبحاث تبين العلاقة بين الصحة النفسية والرياضة
٤ قد يُهِمَُكَ
٥ المراجع

علاقة الرياضة بالصحة

لا شك أن هنالك علاقة وطيدة بين الرياضة والصحة البدنية، ولقد أكدت جهات ومنظمات صحية كثيرة على صحة هذه العلاقة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، التي نشرت منشوراتٍ توعوية كثيرة تؤكد على حقيقة أن قلة ممارسة الأنشطة البدنية أو الرياضية هي أحد أبرز العوامل المؤدية إلى الوفاة على مستوى العالم، وقد جاءت المنظمة على ذكر الكثير من الأرقام والإحصائيات المحرجة والمقلقة نوعًا ما؛ فقالت –مثلًا- بأن 1 من بين 4 بالغين حول العالم لا يُمارس ما يكفي من الأنشطة البدنية، كما قالت بأن 80% من المراهقين لا يقومون بما يكفي من الأنشطة البدنية، وتزداد هذه النسبة كثيرًا عند الفتيات المراهقات على وجه التحديد، وهذا في المحصلة دفع بمنظمة الصحة العالمية إلى تنظيم مبادرات وسن سياسات جديدة للتعامل مع قلة الرياضة والمشاكل الصحة المرتبطة بهذا الأمر، خاصة مشاكل السمنة وأمراض القلب.^[١] ومن الجدير بالذكر أن تركيز الباحثين والخبراء لم ينصب على فوائد الأنشطة البدنية أو الرياضية العادية فحسب، وإنما كذلك على الأنشطة الرياضية التي تتطلب تنظيم أفرقة متعددة للمشاركة بها وفيها نوع من المنافسة؛ فلقد تبين بالفعل أن هنالك فوائد متنوعة لهذه الرياضات الجماعية أيضًا.^[٢]

أبحاث تبين العلاقة بين صحة الجسد والرياضة

هنالك دراسات وأبحاث علمية موثوقة كثيرة حاولت إلقاء مزيدٍ من الضوء على العلاقة الواقعة بين صحة الجسد وبين ممارسة الأنشطة البدنية، وبالإمكان ذكر بعضًا من هذه الدراسات والنتائج التي توصلت إليها وبالترتيب الزمني على النحو الآتي:

دراسة علمية شاملة أجريت في عام 2006 ونشرت في مجلة بحوث التثقيف الصحي Health Education Research: حاولت هذه الدراسة اجراء مراجعة شاملة للأبحاث العلمية السابقة لتقصي العلاقة الواقعة بين الأنشطة البدنية والرياضة عند عموم الأطفال والبالغين، وقد اختار القائمون على الدراسة أفضل 24 ورقة بحثية سابقة من بين 1200 ورقة بحثية توفرت بين أيديهم، ليتوصلوا في النهاية إلى نتيجة مفادها أن هنالك إجماع بين العلماء حول وجود فوائد للأنشطة الرياضية على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية عند الناس، كما استطردت الدراسة بأن هنالك ما يكفي من الدراسات لإثبات أن الرياضة تُساهم في خفض فرص الإصابة بأمراض القلب والشرايين وحتى بعض أنواع السرطانات أيضًا، وقد ربطت دراسات أخرى بين الخمول او قلة الرياضة وبين الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكري، وآلام الظهر، ومشاكل المفاصل، وحتى بعض المشاكل النفسية أيضًا.^[٣]

دراسة علمية أجريت عام 2012 ونُشرت في المجلة البريطانية لعلم الصيدلة British journal of pharmacology: انتقى القائمون على هذه الدراسة عنوانًا مميزًا للدراسة يشير أساسًا إلى أن الرياضة هي بمثابة دواء؛ وذلك للدلالة على أهمية الرياضية وفوائدها الكثيرة، ومن المثير للاهتمام أن هذه الدراسة عرضت بعض الحقائق التاريخية التي تثبت أن العلاقة بين الرياضة والصحة البدنية ليست حديثة كما يعتقد الكثيرون، وإنما قديمة جدًا، وقد استشهدت الدراسة بوجود أدلة على هذا الأمر في الصين القديمة تعود إلى 2500 سنة قبل الميلاد، فضلًا عن مقولات شهيرة من زمن الإغريق والرومان القدماء حول هذا الأمر أيضًا.^[٤]

دراسة علمية أجريت في السويد عام 2019 ونشرت في مجلة الرياضات الموجودة في مدينة بازل السويسرية (Sports (Basel: حاولت هذه الدراسة أيضًا تقصي الآثار البدنية والنفسية للرياضة، وأكدت على حاجة الجسم البشري أصلًا لأداء بعض الأنشطة البدنية أو الحركية للحفاظ على مستوى صحي ممتاز، ومن المثير للاهتمام أن الدراسة ذكرت بأن حاجة أجسام البشر الحالية لأداء الأنشطة البدنية تتشابه مع حاجة اجسام البشر الذين عاشوا قبل 40 ألف سنة، لكن المشكلة هي أن كمية السعرات الحرارية التي يتناولها البشر الحاليون أصبحت أعلى من ذي قبل، وهذا يُفسر انتشار السمنة بين الناس.^[٥]

أبحاث تبين العلاقة بين الصحة النفسية والرياضة

جاءت الدراسات المبينة مسبقًا على ذكر العلاقة بين الصحة النفسية والرياضة، لكن إن رغبت بالاطلاع على دراسات مختصة في هذا الموضوع تحديدًا، فإنك قد تجد ضالتك في الدراسات التالية:

دراسة علمية نشرت عام 2016 في مجلة الطب النفسي العالمي World psychiatry: طرحت هذه الدراسة وجهة نظر موضوعية حول العلاقة بين الرياضة والصحة النفسية، خاصة فيما يتعلق بزيادة الثقة بالنفس وتحسين المزاج، وقد أكدت على وجود أدلة قوية للقول بأن للرياضة تأثير إيجابي على الوظائف الإدراكية أو المعرفية لدى الناس.^[٦]

دراسة نشرت عام 2019 في مجلة الرياضة والعلوم الصحية الصينية Journal of sport and health science: سعت هذه الدراسة إلى نقد دراسات وأبحاث سابقة أجريت لغرض التأكد من العلاقة أو الفائدة المرجوة للرياضة فيما يخص علاج الاكتئاب وبعض المشاكل النفسية الأخرى، وقالت الدراسة بأن هنالك محددات وعيوب لا يجب تجاهلها في الدراسات التي تختص هذا النوع من العلوم، لكنها وفي نفس الوقت أكدت على أن الأدلة المؤدية لاستخدام الرياضة في علاج الاكتئاب تبقى أدلة جيدة إلى حدٍ بعيد.^[٧]

قد يُهِمَُكَ

إن كنت مهتمًا بمعرفة الأدلة العلمية المتوفرة حول العلاقة بين الرياضة من جهة وبين زيادة متوسط العمر من جهة أخرى، فإن هنالك دراسات كثيرة سعت إلى تقصي هذا الأمر والبت فيه منذ سنوات، ومن بين أبرز هذه الدراسات كانت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة أبحاث الشيخوخة Journal of aging research، وقد حاولت هذه الدراسة استكشاف الأبحاث والدراسات السابقة التي بحثت في العلاقة بين الرياضة وزيادة متوسط العمر، ومن بين أهم الحقائق التي جاءت في ملخص أو نتيجة هذه الدراسة:^[٨]

بمقدور الأنشطة الرياضية أن تُقلل من العوامل المؤدية إلى الوفاة؛ كارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض الشرايين التاجية، والسرطانات، والجلطات الدماغية.
تنخفض معدلات الوفاة الناجمة عن جميع الأسباب بنسبة تصل إلى 30-35% عند الأفراد النشيطون مقارنة بالأفراد غير نشطين.
تؤدي ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام إلى زيادة متوسط العمر الافتراضي بحوالي 0.4-6.9 سنوات.
لا توجد أدلة كافية للقول بأن الأنشطة البدنية المجهدة تزيد العمر الافتراضي للإنسان أكثر من الأنشطة البدنية العادية.