تعريف القنصل دوفال
نهاد محمد إدريس الشريف - آخر تحديث:
١١:٠٨ ، ٥ أغسطس ٢٠٢٠


-
ذات صلة - من هو الذي بنى مدينة القيروان
- نبذة تاريخية عن العصر العباسي
- فتح جزيرة صقلية
- شخصيات عربية غيرت العالم
من هو القنصل دوفال؟
هل سمعت يومًا باسم بيير دوفال؟ إن بيير دوفال هو قنصل فرنسي عام في دولة الجزائر، منذ عام 1814م إلى عام 1827م، وُلد في إسطنبول في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر في عام 1758م، فكان يتحدث اللغات التركية والفرنسية والعربية، أما وفاته فكانت في فرنسا في الثالث والعشرين من شهر آب /أغسطس في عام 1829م، وهو من عائلة كانت تُقدّم الخدمات الدبلوماسية للدولة العثمانية، عُرف هذا القنصل برسالته الدبلوماسية إلى الجزائر، وقد أسهمت فيما بعد المواجهات الدبلوماسية التي تلقاها دوفال بإعطاء ذريعة للغزو الفرنسي للجزائر العاصمة، وذلك في عام 1830م.[١]
حادثة المروحة
كان السبب الرئيسي وراء ما يُسمى بحادثة المروحة هو الاحتكاك حول المعاملات التجارية الفرنسية الجزائرية التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثامن عشر،[٢] إذ كان القنصل دوفال في التاسع والعشرين من شهر نيسان/ أبريل من عام 1827م في زيارة للجزائر، فطالب الباشا حسين داي وهو الحاكم العثماني حينها للجزائر دوفال أن يبلغ حكومته الفرنسية بسداد ديونها التي تكبدتها منذ عام 1799م ولمدة واحد وثلاثين عامًا، فقد كانت فرنسا تشتري لوازم لإطعام جنود نابليون الناشطين في مصر في ذلك الوقت، وفي قضية " بكري بوشناق" التاجران اليهوديان اللذان كانا يسيطران على تجارة القمح؛ في عام 1797م باع هذان التاجران اليهوديان كميات هائلة من القمح من الجزائر العاصمة للجمهورية الفرنسية كدين للجزائر، ولكن هذا الدين لم يُسدّد أبدًا، ورفض القنصل الفرنسي دوفال إعطاء ردود مُرضية للباشا حسين داي حاكم الجزائر، والذي أصبح دائنًا لفرنسا، فكتب رسالة إلى لويس الثامن عشر لتسديد هذه الديون لكن دون جدوى.[٣][٤]
كما زعزعت فرنسا العلاقات الفرنسية الجزائرية، إذ عمد نائب القنصل في بون بتحصين العديد من المراكز التجارية الفرنسية في شرق الجزائر في عام 1825م، وهذا فيه انتهاك مباشر للمعاهدات القائمة بينهما، وعلى الرغم من شكاوى الباشا حسين حاكم الجزائر إلا أن الحكومة الفرنسية لم تتخذ أي خطوات لتوبيخ مسؤوليها، وقد انفجرت حدة هذه التوترات في اجتماع وقع بين القنصل دوفال والباشا حسين في 29 أبريل 1827م، لكن سرعان ما تحولت الجلسة إلى تبادل إهانات، وقد أظهر القنصل تعليقات فظّة حول الإسلام والمسلمين، وكان الباشا حسين شديد الغيرة على دينه، وقد احتدّت النقاشات وغضب الباشا حسين فضرب القنصل دوفال بمروحة اليد وأمره بالخروج من الغرفة، كما رفض الباشا حسين مطالب الحكومة الفرنسية بالاعتذار.[٢]
احتلال فرنسا للجزائر
ردًا على حادثة المروحة، فرضت السفن الحربية الفرنسية حصارًا على العاصمة الجزائرية، وقد تصدى الباشا حسين داي لهذا الحصار، فأمر بتدمير مراكز تجارية فرنسية في البلاد، وقد استمرت المواجهات لأكثر من عامين، لكن الداي حسين رفض الاستسلام بدعم من السلطان العثماني، كما شجعه قنصل بريطانيا العظمى في الجزائر العاصمة، وقد أثبت أنه بارع في إدارة الحصار، حتى أن تجار مرسيليا الذين يعملون في التجارة عبر البحر الأبيض المتوسط تضرروا من الحصار أكثر من الجزائريين أنفسهم، ثمّّ بحلول عام 1828م، بدأ رجال الأعمال في جنوب فرنسا بحث الحكومة الفرنسية على شنّ حملة ضد الجزائر العاصمة، لإعادة التجارة إلى مستواها السابق، وكانت توجد دعوة فرنسية لإرسال وفد تفاوضي إلى باريس في صيف عام 1829م، لكن الداي حسين رفضها وأطلق النار على سفينة فرنسية، مما ضاعف الضغوط على الحكومة الفرنسية لعمل بعثة استكشافية إلى الجزائر، ورأى الملك تشارلز العاشر مع تحدي النواب الليبراليين لسلطته، أن في مثل هذا المشروع-غزو الجزائر- وسيلة لإعادة تأكيد الامتيازات الملكية، كما فيه تشتيت عن القضايا المحلية الفرنسية، فأُعلن قرار غزو الجزائر في آذار/ مارس من عام 1930، وأبحر الأسطول في أيار/ مايو، وسقطت الجزائر في تموز/ يوليو من نفس العام.[٢]
وعلى الرغم من أن حاجة فرنسا للانتقام من إهانة الداي حسين، إلا أن حادثة المروحة أعطت فرنسا قضية درامية استغلتها لحشد الدعم الشعبي الفرنسي لشنّ هجوم ضد الجزائر، إلا أن هذه المخالفات في الحقيقة لم تكن سببًا كافيًا ومقنعًا للغزو الفرنسي للجزائر بل كانت هذه الحادثة ذريعة، إذ تشير المصالح التجارية الفرنسية في شمال أفريقيا والجهود المبذولة في تحويل انتباه الجمهور إلى خارج فرنسا إلا أن اللقاء بين القنصل دوفال والباشا حسين كان عذرًا للغزو، وليس سببًا للأحداث التي تلت ذلك.[٢]
قَد يُهِمُّكَ
لقد كان الدافع الاقتصادي من أهم الأسباب الرئيسة لغزو الجزائر؛ فقد كانت الخزينة الجزائرية تحوي مائة وخمسين مليون فرنك فرنسي، إذ كانت مُخبَّأة في خزينة الداي حسين الجزائري، واستغلَّت فرنسا جميع الخيرات الجزائرية من مناجم والتنقيب عن الذهب، وحتى استثمار المرجان الذي اشتهرت به سواحل عنابة والقالة، فكانت غاية فرنسا الحقيقية من هذا الاحتلال هو نهب خيرات البلد جميعها، إذ سيطرت القوات الفرنسية على الشعب الجزائري بالقوَّة العسكرية والقتل، فارتكب الفرنسيُّون أبشع المجازر، واتبعوا سياسة التجويع والتدمير، والإبادات الجماعيَّة، وبَنَت المستوطنات، واحتكرت الأسواق وفرضت الضرائب التعسفية.[٥]
المراجع
- ↑ "Deval, Pierre, 1758-1829", id.loc, Retrieved 2020-8-1. Edited.
- ^ أ ب ت ث "FLY WHISK INCIDENT (1827)", encyclopedia, Retrieved 2020-8-1. Edited.
- ↑ "Pierre Deval (diplomat)", en.linkfang, Retrieved 2020-8-1. Edited.
- ↑ "Pierre Deval (diplomat) - Pierre Deval (diplomat)", fr.qwe, Retrieved 2020-8-1. Edited.
- ↑ "قصة احتلال فرنسا للجزائر .. 130 عامًا من العزة والصمود"، islamstory، 2019-5-11، اطّلع عليه بتاريخ 2020-8-1. بتصرّف.