برّ الوالدين

إنَّ بر الوالدين واجب على كل مسلم، وقد قرن الله سبحانه وتعالى عبادته، وعدم الشرك به بالإحسان إلى الوالدين، فقال جل جلاله: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]، وفي ذلك إشارة واضحة، وصريحة إلى أهميّة بر الوالدين، وعظمته عند الله سبحانه وتعالى، حتى أنَّه قد أمر جل جلاله بالإحسان إليهما حتى وإن كانا على باطل، فيجب على المسلم أن يصاحب أمه وأباه بالمعروف تحت أي ظرف من الظروف، وأن يحرص على معاملتهما بإحسان، ومن الجدير بالذكر أنَّ أعظم عبادة بعد عبادة الصلاة هي برّ الوالدين، ويرجع ذلك إلى العناء والمشقة التي يتحملهما كل منهما حتى يكبر أطفالهما، ويصبحون قادرين على تولّي أمورهم، وغير محتاجين لأحد في حياتهم، فكل ما يطمح إليه الوالدان هو إيصال أبنائهم إلى برّ الأمان في هذه الحياة ليتمكّنوا من التعامل مع مشكلاتهم وظروفهم الخاصة بعقلانيَّة بعيدًا عن التهوّر وعدم المسؤوليَّة وهذا العبء الكبير يتحمله الوالدان لفترة زمنيَّة طويلة، وبذلك جعلهما الله في مكانة رفيعة، وكتب لهما الكثير من الأجر، والثواب، وأمر الأبناء بالإحسان إليهما، وفي هذا المقال حديث عن كل ما يتعلق ببرّ الوالدين.^[١]

تعريف برّ الوالدين لغةً واصطلاحًا

يُعدّ برّ الوالدين عبادةً عظيمةً واجبة على كل مسلم، وسببًا لدخول جنة الله عز وجل، وفيما يلي تعريف لبرّ الوالدين لغةً، واصطلاحًا:^[٢][٣]

• برّ الوالدين في اللغة: هو من كلمة برر، والتي تُشير إلى الصدق، أي صدق، فبرّ الإنسان ربّه أي عبده بصدق، وبرّ قوله أي كان حديثه صادقًا، وبرّ والديه، فكانت محبته لهما صادقة من القلب، والبرّ عكس العقوق، وصفة البرّ هي صفة الإحسان والمعاملة الطيبة، فهو برُّ أي هو محسن، وصادق، وتقيّ، ورفيق، وجمعها أبرار.
• برّ الوالدين في الاصطلاح: هو الإحسان إلى الوالدين، وصدق المحبة لهما، والتعامل معهما برفق ولين، والعطف عليهما في الرخاء، والشدّة، وحسن الاستماع إليهما، والحديث معهما، والحرص على تقديم الرعاية لهما، والرحمة بهما، وتقديم كل ما يحتاجان إليه من خدمة، ورعاية، ونفقات، ومن الجدير بالذكر أنَّ برّهما فرض على كل مسلم، فيجب معاملتهما بطريقة طيبة، والإنصات لكل ما يتحدثان به، واتباع أوامرهما إن كانت في طاعة الله سبحانه وتعالى، وبغرض التقرُّب منه، ومصاحبتهما بالمعروف إن كانت أوامرهما على باطل، فبرّ الوالدين عبادة عظيمة، وطريق يوصل العبد إلى جنة الله جل وجلاله، وقد وصّى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بضرورة الإحسان إليهما، وحذّر من عقوقهما، فبرّ الوالدين واجب على كل مسلم يخشى الله سبحانه وتعالى، ويلتمس رحمته.

ثمرات بر الوالدين

إنَّ في بر الوالدين الكثير من الفضائل، والثمرات التي يحصدها الإنسان في حياته، ومماته، وعند الله سبحانه وتعالى، ومنها:^[٤]

• يوسّع الله عز وجل للعبد في رزقه، ويغنيه من فضله.
• يبارك له الله سبحانه وتعالى في عمره، ويملؤه بالخير.
• يستجيب الله سبحانه وتعالى لدعاء عبده، ويكرمه، ويرحمه برحمته.
• يوفق الله عز وجل عبده للخير، والطاعات، ويجعل عمله طيبًا، ومتقبلًا.

المصادر

1. ↑ " ما هي أهمية بر الوالدين في الإسلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
2. ↑ "بر الوالدين"، منارة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
3. ↑ "مفهوم بر الوالدين لغة واصطلاحاً"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
4. ↑ "فضل بر الوالدين"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.